✍️ ياسر أبوريدة
في كل أمةٍ قلب يخفق بالحياة، وفي السودان ظلَّ القلب دائماً الإقليم الأوسط — الحزام الذهبي الممتد بين سنار والجزيرة والنيل الأبيض، حيث يعانق النيلان الأرض والإنسان، ويغرسان في النفوس الانتماء والوفاء.
هنا وُلدت فكرة الدولة، وهنا تصالح الإنسان مع الأرض، فلم يساوم على ترابها، ولم يبدّل عرقه بالفوضى أو الخيانة.
الإقليم الأوسط أطعم السودان وعلّمه، ورفد جيشه برجاله الأقوياء.
منه خرج الطبيب والمعلّم والجندي والمزارع، ومن ترابه نبتت هوية السودان: وسطية الفكر، واعتدال السلوك، وصدق العطاء.
واليوم، حين تتقاذف البلاد العواصف والتحديات، يبقى الوسط الضامن للتوازن، وصوت العقل وسيف الدولة.
تجلّت بطولات أبنائه في صفوف القوات المساندة للقوات المسلحة — درع السودان، والمقاومة الشعبية، وكتائب الصندوق الأسود، وكتائب عبد الله جماع، والجندي اللذوم — رجال خرجوا من رحم الدولة لا ضدها، لبّوا نداء الواجب، وحملوا السلاح دفاعاً عن الوطن، لا طمعاً في سلطة ولا سعياً لغنيمة.
يقفون إلى جانب جيشهم كتفاً بكتف في معركة البقاء، مؤمنين بأنَّ من يقاتل تحت راية الدولة لا يُهزم.
وفي قلب هذا العطاء، ينبثق نداء الوحدة والوفاق بين كل مكونات الإقليم وأبنائه:
لنجتمع على هدف واحد،
لنعلي صوت الوسط فوق كل خلاف،
ولنرتدِ عباءة الإقليم الواسعة التي تتسع للجميع بلا استثناء،
لنصنع جسماً وطنياً حقيقياً يعمل للوطن لا للأحزاب، وللسودان لا للأفراد.
إنها دعوة صادقة لكل أبناء الوسط: الوطن فوق كل اعتبار، والسودان أولاً، ووحدة الصف أساس القوة والكرامة.
فلننزع عن صدورنا خلافات صغيرة، ولنضع المصلحة العليا للبلاد نصب أعيننا، ولنجعل من هذا الإقليم مثالاً للوحدة والتوازن، كما كان دائماً صانع التوازن وحارس الدولة.
وسط السودان لم يخن نبضه يوماً، ظلّ حامياً للحمى وسند الوطن، ومع القوات المسلحة وكل القوى المساندة، يظل السودان واحداً متماسكاً بفضل رجالٍ آمنوا بأن:
> الولاء للوطن لا يُشترى، ولا يُقسّم، بل يُصان ويُحمى.
هذا هو نداء الوسط لأبنائه اليوم: التكاتف، الوفاق، وحدة الصف، والعمل معاً من أجل وطن واحد، وسودان واحد.
فلنرفع راية الوسط عالية، شاهدة على وحدتنا وعزتنا.
Nahda_TV
تعليقات
إرسال تعليق