أستاذة شاذلية حسن عبدالله العشاء تكتب
في لحظة موجعة تفيض بالألم والحسرة نرى الفنانة القديرة والممثلة الدرامية بلقيس عوض التي كانت يومًا عنوانًا للفرح والإبداع ووجهًا مشرقًا للدراما السودانية ترقد الآن في دنقلا مريضة منهكة تتصارع مع الوجع بصمت وهي التي منحت عمرها للفن والوطن وأسعدت الملايين بإبداعها الأصيل وإحساسها الصادق وها هي اليوم تحتاج منا جميعًا أن نكون سندًا لها وظهيرًا في هذا الظرف العصيب
هذه ليست مجرد فنانة إنها قصة وطن تجسدت في وجه امرأة حملت رسالة الفن بكل نبل وصدق ولم تنتظر مقابلًا سوى أن ترى وطنها سعيدًا واليوم جاء دورنا لنسدد بعضًا من دين الوفاء تجاهها فبلقيس لا تطلب شيئًا سوى لمسة إنسانية من المجتمع والحكومة ورجال الأعمال وكل من يملك قلبًا حيًا أن يقفوا معها بالعلاج والدعم والرعاية فهي تستحق أن تسافر لتتلقى العلاج في الخارج فذلك أقل ما يمكن أن يُقدَّم لقامة بهذا الحجم
إن ما تحتاجه بلقيس اليوم ليس فقط المال بل الإحساس بالوفاء والاعتراف بعظمة ما قدمت لأن الأوطان لا تُقاس بحجم الأرض بل بحجم من صنعوا لها ذاكرة وبصمة خالدة فهل نترك من شكّلت وجداننا تمضي في صمت أم نرفع صوتنا لنقول إن السودان لا ينسى أبناءه
نداء إلى رئيس مجلس السيادة ووزير الثقافة والإعلام ورجال الأعمال والمبدعين والقلوب الرحيمة في كل مكان بلقيس عوض اليوم في أمسّ الحاجة إلى دعمكم ورعايتكم وكفالتكم فهي ليست مجرد فنانة بل رمز من رموز السودان الجميل ووجهه المضيء في تاريخ الفن والإبداع
من يقف معها اليوم لا يساعد شخصًا واحدًا بل يكرم تاريخ وطن ويصون ذاكرة أجيال فهلمّوا إليها وكونوا سندًا لها فهي لم تتأخر يومًا عن وطنها فلا نتأخر نحن عنها
Nahda_TV
تعليقات
إرسال تعليق