بتمويل ضخم يصل إلى ملايين الدولارات شهرياً. هذه الأبراج ليست مجرد مبانٍ مكتبية، بل غرف عمليات رقمية لإدارة حملات منظمة تستهدف إعادة تشكيل الرأي العام، وتزييف الحقائق، وصناعة روايات موازية للأحداث على الأرض.
ورغم هذه الإمكانيات الهائلة، استطاع ناشطون ميدانيون تحطيم كثير من هذه الروايات باستخدام هواتف متهالكة وحواسيب محمولة بالكاد تعمل.
هذه المفارقة الصارخة تكشف أن المعركة الإعلامية ليست رهناً بحجم الإنفاق أو فخامة المعدات، بل بقدرة الرسالة على الصدق والإقناع، واستخدام الأدلة الموثقة والمقاطع الحية التي يصعب التشكيك فيها.
الإعلام الحديث… السلاح الحاسم القادم
المعركة الإعلامية اليوم تجاوزت زمن التلفزيون والإذاعة ومنشورات الصحف، ولم تعد تُحسم بالصراخ على صفحات “فيسبوك”. ساحة الحسم الجديدة تكمن في الإنتاج المرئي عالي الجودة،
والتحليل الذكي للبيانات، وحملات التأثير متعددة اللغات، واستخدام الذكاء الاصطناعي لصناعة محتوى يربك الخصم ويكسر روايته في بدايتها.
ويؤكد خبراء أن عام 2026 سيشهد طفرة هائلة في تقنيات الإعلام الموجه، مع أنظمة متطورة ستستخدمها الإمارات في عمليات التضليل. لكنهم يشددون على أن امتلاك غرفة إعلامية واحدة مجهزة تجهيزاً حديثاً،.
مع الكفاءات الوطنية التي أثبتت قدرتها رغم ضيق الموارد، كفيل بقلب الطاولة في هذه الحرب الناعمة، وإحداث صدمة عالمية للرأي العام، وفضح الشبكات السرية التي تدير الحملات الممنهجة.
استراتيجية المواجهة
لمواجهة هذه الأبراج الإعلامية العملاقة، يقترح محللون خطة من ثلاث مراحل:
التجهيز التقني: إنشاء غرفة إعلامية وطنية صغيرة لكنها مزودة بأحدث أدوات التصميم والتحرير والتحليل، مع ربطها بمصادر معلومات ميدانية مباشرة.
إنتاج المحتوى متعدد اللغات: بث رسائل موثقة ومقاطع فيديو احترافية موجهة للجمهور العربي والعالمي في آن واحد، مع التركيز على اللغات المؤثرة في الإعلام الدولي كالإنجليزية والفرنسية.
التحرك الاستباقي: عدم انتظار الأكاذيب للانتشار، بل ضرب الرواية المعادية في مهدها عبر كشف الأدلة والمستندات قبل اكتمال حملات التضليل.
بهذه الاستراتيجية، يمكن تحويل الإمكانات المحدودة إلى سلاح استراتيجي يقلب موازين المعركة الإعلامية، ويكشف حقيقة الأبراج التي تُدار من خلف الستار.
Nahda_TV
تعليقات
إرسال تعليق